لقائي على قناة الشارقة مع برنامج اماسي

 

 

 

تهاني الهاشمي ضيفة في برنامج اماسي لتتحدث عن تجربتها مع الأدب

من خلال ما طرحته في روايتيها حب في الزحام و جرف هار

لمتابعة الحلقة كاملة، اضغط هُنا

.. .. .. .. .. .. .. .. .. Cup كتاب

 

صرعات الموضة باتت تكتسح جميع واجهات العرض التسويقية والإعلامية، فلم تقتصر كما هو متعارف عليه سابقاً في جانب الأزياء والملابس والمجوهرات والإكسسورات بل شملت في مسماها كل ما قد تقع عليه العين من تكنولوجيا منزلية، مكتبية أو أدوات مطبخية وما يندرج تحتها من مطاعم أو مأكولات، وسيارات وشركات طيران وعقارات، لتصل في طريقها إلى الساحة الثقافية والأدبية، وعليها بدأت الساحة الأدبية بالاكتظاظ بالأقلام التي تحمل في طيات محابرها محاولات كتابية امتدت في صفحات لتتبناها دور النشر لتكون «كتاب».

لم أذكر شغفاً مناسباً بما يدور في الساحة الأدبية اليوم كما كان شغلنا الشاغل خبز الكب كيك والتفنن في تشكيل الكريمة الظاهرة على وجهه، فانتشرت الصور التي تحمل أصنافاً وألواناً شهية ولذيذة لذات الطبق، كما انتشرت المحال التجارية لتتبارى بدورها في صنع حبات الكب كيك التي وصل سعرها المفرد إلى ما يفوق الـ20 درهماً، بالرغم من كثرة العرض إلا أن الطلب لم يقل ولم يتأنَّ الناس عن التدافع لشرائها وتناولها وطلبها لمناسباتهم الشخصية والرسمية، دون الاهتمام لشيء إلا لألوانها اللافتة وأشكالها الاحترافية، مهملين مذاقها ونكهتها، وهكذا هو الحال اليوم في ظاهرة الكب كتاب، أصبح الجميع ذوي موهبة لامعة في كتابة الكتب، بغض النظر عما قد تحمله من فكرة أو مضمون إلا أننا في كل أسبوع ما نلبث أن نسمع خبر «نُشر كتاب جديد للكاتب الجديد فلان بن علان»- اللهم لا حسد، بالرغم من أنها ظاهرة جميلة كفكرة، لكنها ضعيفة وركيكة جداً في محتواها، لأن ثقافة حديثة كهذة لم تفتأ تحث الجيل الجديد على القراءة لتحسين نوعية كتاباتهم أو تطويرها، فقد اعتمدوا على الرؤى الإخراجية، خلال مشاهدة الأفلام الغربية، أو على مشاعرهم وتجاربهم الشخصية دون النظر في محاولات لأدباء سابقين.

لا أعلم منذ متى أصبح فن كتابة الرواية فناً دارجاً وشائعاً وسهلاً، فانتشار نوعية الكتب الصغيرة في الحجم والفكرة يكاد يطغى على المفهوم الذي تُنشر باسمه، متناسين جداً أننا في زمن السرعة وأن أوراقاً كهذه سريعة الاشتعال في الظهور والشهرة وفي الانطفاءة التي تهوي كنيزك لتقتل الريشة والمحبرة.
لسنا مجبرين على أن نزين صفحات مواقع تواصلنا الاجتماعي بصور لا تعني لنا شيئاً، فليست الثقافة في تصوير الكتب ذات الأغلفة الجذابة ولا العناوين الرنانة، بل بقراءة محتواها والاستفادة مما يود الكاتب الفذ الوصول إليه من محتوى كتاب، بغض النظر إنْ حمل مسمى رواية أو نصوص أدبية.
كم منّا حاول كتابة كب كيك؟ أكيد أننا جميعاً مررنا بمرحلة مماثلة.

 

تم نشره في مجلة روتانا –

الخميس 31 كانون الثاني(يناير) 2014

للإطلاع على المقال من موقع المجلة مباشرة:

.. … … … … .. .. قــادم لـي ɞ

 

ما الذي ينتظره مني ..؟ و مالخطوة القادمة لي معه ..؟

 

كل تلك الاسئلة ملأتني و أنا اُلقي بجسدي المنهك بعد يوم عمل شاق و طويل. اُراقب أنفاسي المتصاعدة بسرعات متقاربة سريعة و متكررة ، ألف خصلات شعري دون كلل حول سبابتي ، أنظر ناحية الساعة التي تطوق معصمي ، و أعض شفتي السُفلى لأتخلص من أجزاءها الميتة ، و أسئلتي البسيطة تلك تزداد في إلحاحها لتجد مني إجابة .

أشعر بالغرق يداهمني ، أمقت شعوري بالإنقياد نحو عاطفتي و لكني كـ طفلة صغيرة تاهت بالظلمة و ركضت بإتجاه الضوء الذي تبادى لها طيفه في آخر الرواق .

لست عابثة كفاية لأن أرسم خُطى لا تُشبهني ، و لست محترفة كفاية لأرسم جسراً عالياً لا تهزه ريح و لا يأكل الماء قوائمه . لست إلا أنثى عفوية تملأها الضحكات و يسعدها صوت الموسيقى اللذيذة التي تخرج من بين الآلات الموسيقية المثيرة .

    ~

 

عبثاً أحاول كسر مجاديفي .. أحاول الإبتعاد عن كل ما يأخذني إليه .

أخاف فقده .. .. فـ أجبُن و أعود إلى ضم تلك الألواح و تقبيل خشبها الناعم ..

أعود لأغرق بلذة مضاعفة و نشوة فرح لا تنتهي ..

~

أريد أن اًبحر معك .. أن تكونَ رُباني .. أن أبكي على كتفك و أن أنام براحة في حجرك و بين أضلاعك .. أن تقرأ لي بصوت مسموع .. أن تُمسد خصلات شعري المجنون .. أن تنظر لي ببساطة و تبتسم بعمق.. أن تغرق بي أكثر كما أفعل .. أن تمنحني قوتي بصوتك الدافئ .. أن تداعب وجنتي بحنانك.. و أن تقضم أصابع الخوف التي سكنتني سنين طويلة و أن تصحبها إلى باب الخروج حيث لا عودة لها مطلقاً .

 

أريدك و لا أريد سواك .

 

خـذني إليك و ضمني بين طيات كُتبك قصيدة ماضية أحببتها بصدق .. 

خذني و اترك لشفتيك حرية تقبيلها و ترديدها ..

غنيني حبيبي ..

و أخبرني بأنك قادم لي ɞ

 

تهاني الهاشمي

15 فبراير 2013 

من على ركب طيارة ما !

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. العبور إليه ♡

 

 

دروب الحياة متفرقة و شاسعة ، تعددها مثير ، و تلون مرارتها و حلاوتها يزيد فتيلها اشتعالاً . وجوه كثيرة نعبرها و لا تعبرنا . خطوات صغيرة تُحيلنا إلى مشاريع مُشيدة كبيرة و ضخمة ، و قرارات عظيمة تقودنا إلى حفرة ضيقة و حديرة حيث لا هواء و لا ماء .

في ممرات الصعود للطائرة ، استوقفني المشهد في ذلك الخرطوم حيث يتدافع الناس من شدة الإزدحام و في الممر الزجاجي الاخر أين كنت أتبختر وحيدة نوعاً ما ، داهمتني فكرة العبور على الصراط و إن كنت سأحظى بذات العبور المتفرد … أقلقتني لحظتها تلك الفكرة فـ تاه عقلي في حلقة دعاء متواصل بأن يُكرمني الله في جميع أموري و أحوالي فكل ما أملك من إنجازات و إخفاقات ، و حلقات خذلان و تحقيقات ، و خسائر و ممتلكات ذهنية و مادية و نفسية ما هو إلا كرم كبير من خالق أجاد في خلقه كل تلك التفاصيل الصغيرة و الدقيقة التي نحسن حمدها و شكرها و ملاحظتها ، و تلك التي نغفل حتى عن إداراك وجودها أو حصولها في حياتنا.

ضوء عيني مُتقد ، أخشى أن تلحظه تلك الوجوه الغريبة العابرة ، و قلبي يخفق بشدة في كل مرة أطبق فيها أجفاني لتتبادى لي كلماته و لا شئ سواها .. غربة روح و شقاء نفس و لذة متراعشة تنتفض بين شفتّي كتنهيدة طويلة.

 

أنا لست إلا وتر وحيد يُعزف برفق على آلة موسيقية قديمة غطاها التراب .

 

ربِ ارحم ضغفي و بارك لي في قوتي ، امنحني قلباً نقياً و روحاً مطمئنة خاضعة لجبروت قهرك ، طهّر جوارحي و فؤادي و روحي من كل دنس و خطية ، و بارك لي يارب في أوقاتي و سكناتي و زفراتي .

يارب مالـنا معبود سـواك.

 

 

كُل الحُب،

        تهـاني الهاشمـي

من على ركب طائرة ما .

11 فبراير، 2013

…. …. …. …. اقرأ قدرك هذا العيد~

 

 

 

الحياة أشبه بعيادة نفسية كبيرة ، تتعدد فيها الوجوه كما تتعدد فيها الأمراض و النزعات النفسية ، و هكذا نعيش نحن في حوض مملوء بالماء الصافي و أسماك الزينة التي تتلون و تتنوع في طبائعها و ألوانها ، بعضها يميل للنزعات العدوانية و بعضها الآخر هادئ و وديع ، و بعض تلك السمكات كل ما يجيده هو استعراض جمال حراشفها و هي تتلون بسحر آخاذ مع الضوء المنبعث عبر قطرات الماء .

في الآونة الأخيرة ، كان حضور الخذلان في الحب واضحاً و جلياَ من حولي ، فلا يمر الأسبوع الا و قد أتلقى اتصال او رسالة من صديقة او صديق عن وجع قلبي خلفته علاقة عاطفية كلفته مشاعر صادقة و محاولات فاشلة في الاستمرار في عاطفة لم تجد لها متنفس سوى الكفن . الغريب أنهم مع ذلك قد يحاولون دفع ذلك الكفن الى غرفة الاستفاقة في محاولات عديدة لإعادة جثة هامدة للحياة ، فيظهرون بشكل بائس و مجنون بعض الشئ لمن يصادفهم في هذة المرحلة.

الحب أصبح أمر مُسلع و مُعلب نوعاً ما ، يشبه تلك الصفائح الحديدية التي نكبسها بكمية من المواد الغذائية الفقيرة في نكهتها و جودتها . الحب أرقى من أن نربطه بعلاقات جسدية أو مشاعر زمنية موقوته لشغل فراغ ما في مرحلة ما من حياتنا.

لا تأخذكم مشاعركم في جرف لحظة قد تبدو جميلة لتكونوا في وضع مماثل كهذا . فعندما يشوه الحب بشهوة فهذا يشير بأن هذة العلاقة محكورة في جسد و أنها لن ترقى لتكون علاقة عاطفية صحية و مكتملة ، و عندما يرتبط بحاجة نفسية أو مادية فهو كذلك مجرد كمية هواء لنفخ بالون ليطير عالياً في السماء.

لنحب .. لابد أن تُحب أرواحنا أولاً .. و بعد ذلك يأتي كل ما سبق من عواطف و مشاعر و احتياجات و رغبات .

الرجل و المرأة كائنان لا يتعارضان اطلاقاً فهما يكملان بعضهما بشغف و اهتمام. لا تفسدوا خرائطكم النفسية بالركض و اللهث وراء مُتع لحظيها تحدها الرغبات الشهوانية و النفسية و المادية، املأوا أرواحكم بما هو خير من ذلك باليقين بأنفسكم و بتعزيز ثقتكم بالله سبحانه و تعالى و بأنكم تستحقون ماهو أفضل من تلك الأمور الدونية . ابحثوا عن ذواتكم في بحر هذة التضاربات بدلاً عن البحث عمن قد يملأكم بما قد تظنون أنكم بحاجته. لا أحد قد يتفهم رغباتكم و مشاعركم و يتحسس بواطنكم كما قد تفعلون أنتم. ابدأوا دائماً بقراءة أقداركم عن طريق فهمكم و استيعابكم لمن تكونون .

شكرا لشهر الطاعات لأنه أضاء قلوبنا بمدد آلهي سماوي عظيم ، و شكراُ لحضور العيد ليتوج فرحتنا بتوديع تلك الأيام المباركة و الليالي القدرية الجليلة .

نسأل المولى العظيم أن لا يطوي هذا الشهر الفضيل إلا و قد ستر عوراتنا و محى عنا سيئاتنا و قبل توبتنا و فرج همومنا و استجاب دعواتنا و أصلح أحوال المسلمين و المسلمات في كل أرجاء الأرض و غفر لموتانا ..

كل عام و أنتم بألف خير و عيدكم تهاني : )

تهـاني الهاشمـي

1 شوال 1433

…. …. …. …. Big deal

 

 

الصمت لغة لا يجيدها الكثيرون . إلا انها اللغة الأكثر صموداً بين جميع اللغات ، فلا القواعد تثنيها و لا خطأ اللفظ يكسر معانيها . هي لغة كالألف في شموخها و السكون في هدوءها المحتشم . لذا بدأت أحاول اتقان تلك اللغة لحاجتي الشديدة لممارسة طقوسها.

اليوم و في هذة الحقبة الزمنية العجيبة التي نمر بها ، بات كل صحيح خاطئ و كل خاطئ صحيح . حتى تلك العادات و التي نُفاخر بها أصبحت مجرد قرع لطبل أجوف ، لم يعد للإنسان قيمة تُذكر .. فقط لأنه رضي لنفسه بهذة المكانه و هذا المستوى الدوني الوضيع.

فقدنا أبسط ملامح الاتيكيت الذي طالما تميزنا به كـ عرب ، فقد عُرف العرب منذ قديم الزمان بكرمهم و بـ بسالتهم في المواقف الصعاب. في أيامنا ، صارت قلة الذوق عنوان للتمدن و لمواكبة تطور حضاري مشبوه، يستخسر الداعي ارسال رسالة شخصية لمن يود استضافتهم فيوفر وقته الثمين ب”بروكاست ع السريع” يطلب فيه من جميع قائمته الحضور للمناسبة ، و ان كان لم يحاول التواصل مع اي منهم لمدة .. او دعوة على الفيسبوك قد تفي بالغرض .. و يفترض ممن وجه لهم دعوته الفاخرة بأن يستقبلها بكل رحابة صدر و يحضر مسرعاً ملبياً لدعوته المرتقبة . لم يفكر الداعي بأن هذا المدعو أيضاً سيخصص له من وقته ليكون في تلك المناسبة التي وحده الله يعلم ماذا تستعرض من مهاترات و لامبالاة في استقبال الضيوف و الترحيب بهم ، ناهيك عن المفاخرات الكذابة بما ينضخ به الحفل الكريم.

قد لا تكون دعوة كهذة “Big deal” يستدعي شخص مثلي للكتابة ، و لكن التداعيات تبدأ من فجوات صغيرة لينهار صرح كامل كبير، تماماً كما يحدث معنا كأبناء عروبة مارسوا مجدهم و أضأوا بشهامتهم دروب كثيرة لعروق مختلفة .

اليوم كل ما نشاهدة على شاشات التلفزه هو مدعاه للحزن و الهزيمة ، فأوطاننا شبه ضائعة و أرواحنا تتعلق بما لا يمت لها بصله ، و هز الردفين بات لغة يتقنها معظمنا . و بالرغم من ذاك كله مازال هناك من ينادي بالحشمة و التستر فيما يفضح و يخترق هو أي مكنون قد تصل إليه يديه . بماذا أصبحنا نُنادي !

الحزن و الخيبة لم يعد شعور يمر بي لفترة زمنية و ينقضي ، بل أًصبح سلوك صريح أمارسه كل صباح مع فنجان قهوتي ، خذلاني من ذاك الشاب الذي حملني معه لسابع سماء بروح صدمني فيما بعد انها مزيفة و ضاله ، و بين ألمي ممن مثلت لي دور صداقتها و طعنتني بأشد الوسائل ايلاماً لتوهم نفسها بهذا السلوك بأنها فوقي و تميزت عني! و شعوري بين من ربطت بيني و بينهم علاقة دم .. هو أشبه ما يكون بالماء الفاسد ..

أنا لستُ إلا روح ضائعة ترجو رحمة رب كريم في نفسها أولاً و لأهلها ثانياً و أخيراً لأمة حملت أسم أعظم الانبياء وجوداً .

 

شكراً لمن حاول قرأتي بعمق .

تهـاني الهـاشمي

.. .. .. .. .. .. .. .. مفاتيح السعادة لمن تُهديها..!؟

 

لم أمتنع عن الكتابة في الفترة الماضية ، بل كانت مشاعري شبه مكبوته . كنت في حالة شديدة من الخذلان النفسي و الانهاك الجسدي.

أحاول الآن تبديد كل تلك السلبيات و نفضها بعيداً عني ، أن أبدأ صفحات جديدة ، أحاول أن ابتسم في وجه كل ما يزعجني و أجد فيه ما يسعدني بطريقة أو بأخرى .. أحاول أن أكون أجمل و أسعد ..

الشمس تعلن في كل يوم بداية جديدة بإطلالتها الساحرة ، و لكن قليل منّا من يستدرك بأنه يوم اخر يختلف عمّا سبقه ، و بأن الأحلام و الطموحات تسابق نفسها في كل صباح لتُنجز و ليُعمل بها.

متع الحياة قد لا تنحصر في الماديات ؛ مثل: منزل فاخر، رصيد بنكي عظيم ، سيارة فارهه ، وظيفة مرموقة ، أو منصب اجتماعي لا يُعلى عليه .. .. و ما إلى ذلك. قد تكون متعتها في بساطتها ، كتلك المتعة التي تنفرد بها و أنت تتلذذ بكوب قهوتك المفضلة أو فنجان شاي كالذي تحضره والدتي ،أو في كلمة حنونة من شخص عزيز ، نظرة دافئة من أحد الوجوه المارة ، شعور بالأبوة أو الأمومة،  ابتسامة كبيرة ترافقها ذكرى تفوح بجمال لا ينتهي.

الحياة كما تبدو لي أرض تجارب لا نعرف أين نبدأ فيها و أين ننتهي ، درسنا الأوحد فيها أن نتعلم من أخطاءنا الماضية ، و أن نجيد لعبة التأقلم مع صفحات الزمن و متغيراته . أن السعادة ليست مادة ملموسة بل هي روح نابضة تنطق من خلال لحظة بسيطة و رائعة.

فحتى مصافحة بعض الوجوه الطيبة تجد طريقها لقلوبنا الطاهرة . فأنا مازلت أتذكر ملامسة نظراته لوجنتي ، تأمله لشفتي و أنا أبتسم ، روحه التي كانت ترقص على كتفي الأيمن و أنا أمد يدي له. كلها مجرد لحظات سريعة و عابرة لكنها وجدت مكانها في ذاكرتي .. مازلت لا أستطيع الاستغناء عن قراءة اسمه كل يوم فقط لأجل تلك اللحظة القصيرة . لا أعلم كيف يُعقل للسعادة أن ترسمني في لحظة أحببتها و علقت عليها طوق من الياسمين لأشتم طيبها في كل مرة أسترجعها .

جميلة الحياة بالأشخاص الطيبين فيها ، و بتلك اللحظات التي لا أستطيع وصفها سوا بأنها شجية و مؤثرة لدرجة أنها قد تحملني للرغبة في العيش لعمر اخر .

 

كونوا سعداء لأجل أرواحكم الطيبة و كل شيء اخر يأتي بعدها.

تهـاني الهاشمـي

… … … موجة و تمرد ,

 

 

موجة صغيرة تصارع البقاء و هي تفرش ذبذباتها الصغيرة عبر الشاطئ، تلتحف رطوبة قاعه و تتوسدها بنعومة ، و ما تلبث أن تستريح حتى تلتهمها موجة أكبر ، لتستعرض جبروت قوتها .

هكذا هي دروب الحياة ، تظلمنا لتسعدنا بفتات الخبز ، لحظات السعادة معدودة محسوبة من أيام عُمرنا . لا تُقاس أعمارنا بأعداد سنينها ، و لكنها تُقاس بتلك الذكريات العذبة التي تُخلدها الذاكرة .

تضيق ذاكرتنا بالأحزان و لكنها تكبر و تتمدد لتستوعب كل فرحة ، و كل بسمة ، و كل رقصة قلب ، و كل نبضة حب ، و كل دمعة صادقة . الأيام لا تبرر خُطانا الخائبة ، و لكنها تُثبت و بجدارة كيف نُصحح كل تلك العثرات التي أنهكتنا يوماً .

مازلت أقف أمام ذات النافذة لأطير أمنياتي بشغف ، قد لا أستطيع الطيران و لكن يكفيني كثيراً الشعور بأمنياتي تطير و تحلق عالياً .. عالياً ..

لا تقف الحياة عند وجه من كل تلك الوجوه التي نقابلها صدفة ، بل تستمر و تتعدى ذلك الوجه الذي يغيب مع مرور الزمن عن مخيلتنا، و تزيل الذاكرة بقاياه من القلب و الجسد و الروح . تموت الذكريات السيئة فينا و تكبر اللحظات الجميلة في دواخلنا ..

كل حروفي القادمة تغص لتختبئ بين أضلعي ، فتأبى أن تدوّن نفسها . و هنا أتوقف خضوعاً لتمردها .

 

كونوا بخير .

تهاني الهاشمي

.. … … … … .. .. .. يكفي تعبت ,

 

 

 

يكفي تعبت من الهواجس والضنون
  يكفي تعبت ولا وصلت الى مكان
  اتبع سراب الوهم وافكاري جنون
  صدقت صاحب خان ما منه امان
*

 

و هـئنذا أعود لأجر خيبات أملي لذات المكان ، لأتشح بالسواد و الهزيمة كما أفعل هنا دون خجل من الاعتراف بغصتي و وجعي!

أعود لأكتب بنفس الألم ، بذات الخيبة ، بإنكسار مختلف .. ليست هزيمة حُب .. هي شعور تام بالخذلان ..

كنت أتمنى كثيراً أن أعود لأكتب إليك بكل الشغف و الوله الذي يملأني لك دائماً ، و لكن الألم الذي اعتصر قلبي أقسى من ملامح الشوق بي.

 

لماذا تنحسر الكلمات و تتغرغر عندما لا تعنيك !

لماذا أتعرى أمام الملأ عندما لا أبكيك !

لماذا تكسرني لتعيد ملأي من جديد..!

لماذا تتجاهل وجودي إن كنت أعنيك . . ؟

لماذا تترك قلبي معلق بين نار و نار ..!

لماذا تكويني بلهيب وحده و انفصال .!

 

تعبت هجرك ..

تعبت قسوتك ..

تعبت كل شيء فيك ..

تعبت و تعبت و تعبت ..

 

و يبدو أنك لم تعد هنا لتقرأني مرة أخرى ..!

كم كنت أتمنى أن تلتفت لي للحظة و تربت على كتفي و تُتمتم لي بشفتيك بأن كل شئ سيكون على ما يرام ..

 

لماذا لم تعد لي أمان ..!

لماذا غادرتني ، كما غادرتني كل تلك الأماكن .. و كعطرك الذي نسيت كيف يأخذ رائحتك و يتباهى بإختلاطه بعرق جسدك

كيف يا هذا .. كيف تركت لأنثى مثلي أن تنكسر تحت رحمة غيابك العابث!

 

كم أكون سعيدة و أنا احاول جاهدة بأن أكون دكتورة الحب لأساهم في حل المشكلات العاطفية لمن يحبهم قلبي .. كيف لا أستطيع حل لغزي معك!

كيف أعجز عن تفسير ما يجري لنا !

من أنا ..! صدقني بعدك لم أعد لأعرف من أنا .. غيابك لم يخلف بي سوى عاهة جديدة في كل يوم يمضي بي دونك .

 

أهكذا أردت لي ..؟

 

وين الاماني اللي معايا يكبرون
  ودي اسابق بالتطور هالزمان
  و احلم بمستقبل عظيم انه يكون
  و كنت اتحدى داخلي كسب الرهان
*

تهانـي الهاشـمي

 

* الكلمات المُقتبسة لشاعرة غياهيب .