… … … موجة و تمرد ,

 

 

موجة صغيرة تصارع البقاء و هي تفرش ذبذباتها الصغيرة عبر الشاطئ، تلتحف رطوبة قاعه و تتوسدها بنعومة ، و ما تلبث أن تستريح حتى تلتهمها موجة أكبر ، لتستعرض جبروت قوتها .

هكذا هي دروب الحياة ، تظلمنا لتسعدنا بفتات الخبز ، لحظات السعادة معدودة محسوبة من أيام عُمرنا . لا تُقاس أعمارنا بأعداد سنينها ، و لكنها تُقاس بتلك الذكريات العذبة التي تُخلدها الذاكرة .

تضيق ذاكرتنا بالأحزان و لكنها تكبر و تتمدد لتستوعب كل فرحة ، و كل بسمة ، و كل رقصة قلب ، و كل نبضة حب ، و كل دمعة صادقة . الأيام لا تبرر خُطانا الخائبة ، و لكنها تُثبت و بجدارة كيف نُصحح كل تلك العثرات التي أنهكتنا يوماً .

مازلت أقف أمام ذات النافذة لأطير أمنياتي بشغف ، قد لا أستطيع الطيران و لكن يكفيني كثيراً الشعور بأمنياتي تطير و تحلق عالياً .. عالياً ..

لا تقف الحياة عند وجه من كل تلك الوجوه التي نقابلها صدفة ، بل تستمر و تتعدى ذلك الوجه الذي يغيب مع مرور الزمن عن مخيلتنا، و تزيل الذاكرة بقاياه من القلب و الجسد و الروح . تموت الذكريات السيئة فينا و تكبر اللحظات الجميلة في دواخلنا ..

كل حروفي القادمة تغص لتختبئ بين أضلعي ، فتأبى أن تدوّن نفسها . و هنا أتوقف خضوعاً لتمردها .

 

كونوا بخير .

تهاني الهاشمي

2 thoughts on “… … … موجة و تمرد ,

  1. حياة التميمي says:

    ﺗﻀﻴﻖ ﺫﺍﻛﺮﺗﻨﺎ ﺑﺎﻷ‌ﺣﺰﺍﻥ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻜﺒﺮ ﻭ ﺗﺘﻤﺪﺩ ﻟﺘﺴﺘﻮﻋﺐ ﻛﻞ ﻓﺮﺣﺔ ، ﻭ ﻛﻞ ﺑﺴﻤﺔ ، ﻭ ﻛﻞ ﺭﻗﺼﺔ ﻗﻠﺐ ، ﻭ ﻛﻞ ﻧﺒﻀﺔ ﺣﺐ ، ﻭ ﻛﻞ ﺩﻣﻌﺔ ﺻﺎﺩﻗﺔ . ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﻻ‌ ﺗﺒﺮﺭ ﺧُﻄﺎﻧﺎ ﺍﻟﺨﺎﺋﺒﺔ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗُﺜﺒﺖ ﻭ ﺑﺠﺪﺍﺭﺓ ﻛﻴﻒ ﻧُﺼﺤﺢ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺜﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻬﻜﺘﻨﺎ ﻳﻮﻣﺎً .

    اخ هالمقوله جات عالجرح . .
    سلمت يمناك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *