لم أمتنع عن الكتابة في الفترة الماضية ، بل كانت مشاعري شبه مكبوته . كنت في حالة شديدة من الخذلان النفسي و الانهاك الجسدي.
أحاول الآن تبديد كل تلك السلبيات و نفضها بعيداً عني ، أن أبدأ صفحات جديدة ، أحاول أن ابتسم في وجه كل ما يزعجني و أجد فيه ما يسعدني بطريقة أو بأخرى .. أحاول أن أكون أجمل و أسعد ..
الشمس تعلن في كل يوم بداية جديدة بإطلالتها الساحرة ، و لكن قليل منّا من يستدرك بأنه يوم اخر يختلف عمّا سبقه ، و بأن الأحلام و الطموحات تسابق نفسها في كل صباح لتُنجز و ليُعمل بها.
متع الحياة قد لا تنحصر في الماديات ؛ مثل: منزل فاخر، رصيد بنكي عظيم ، سيارة فارهه ، وظيفة مرموقة ، أو منصب اجتماعي لا يُعلى عليه .. .. و ما إلى ذلك. قد تكون متعتها في بساطتها ، كتلك المتعة التي تنفرد بها و أنت تتلذذ بكوب قهوتك المفضلة أو فنجان شاي كالذي تحضره والدتي ،أو في كلمة حنونة من شخص عزيز ، نظرة دافئة من أحد الوجوه المارة ، شعور بالأبوة أو الأمومة، ابتسامة كبيرة ترافقها ذكرى تفوح بجمال لا ينتهي.
الحياة كما تبدو لي أرض تجارب لا نعرف أين نبدأ فيها و أين ننتهي ، درسنا الأوحد فيها أن نتعلم من أخطاءنا الماضية ، و أن نجيد لعبة التأقلم مع صفحات الزمن و متغيراته . أن السعادة ليست مادة ملموسة بل هي روح نابضة تنطق من خلال لحظة بسيطة و رائعة.
فحتى مصافحة بعض الوجوه الطيبة تجد طريقها لقلوبنا الطاهرة . فأنا مازلت أتذكر ملامسة نظراته لوجنتي ، تأمله لشفتي و أنا أبتسم ، روحه التي كانت ترقص على كتفي الأيمن و أنا أمد يدي له. كلها مجرد لحظات سريعة و عابرة لكنها وجدت مكانها في ذاكرتي .. مازلت لا أستطيع الاستغناء عن قراءة اسمه كل يوم فقط لأجل تلك اللحظة القصيرة . لا أعلم كيف يُعقل للسعادة أن ترسمني في لحظة أحببتها و علقت عليها طوق من الياسمين لأشتم طيبها في كل مرة أسترجعها .
جميلة الحياة بالأشخاص الطيبين فيها ، و بتلك اللحظات التي لا أستطيع وصفها سوا بأنها شجية و مؤثرة لدرجة أنها قد تحملني للرغبة في العيش لعمر اخر .
كونوا سعداء لأجل أرواحكم الطيبة و كل شيء اخر يأتي بعدها.
تهـاني الهاشمـي