الآن دعنـي ,, دعنـي! ~

(4)

leave_me_alone_by_ritzyfolio

تلهو بأعواد الثقاب , فتشعل العود تلو العود

تحرق اصباعها الأوسط و تقربه لشفتيها فتمتص ألمها

و تنفثه بعيداً لتبعده عن جسدها

تلقي بعلبة الثقاب في سلة المهملات و تستطرد :

" كل العلاقات التي تخلو من الصدق , مبتـورة

وحدك أتيت لعالمي فملأته صدقاً و ألماً و جمالاً

وحدك من علمني كيف ينبض القلب و ينام العقل"

فتصمت قليلاً كما علمها أن تفعل .. و تطلق آهاً عظيمة و تتابع :

" الآن دعني .. دعني .." !

~ *

/ تمت

ليـدي تـي

الآن دعنـي ,, دعنـي ! ~

(3)

SONY DSC

يا لغة الصمت أخبريه انك لنا سلام

ماعدت أفطن أي لغة سوا لغتي معه

نظراتـه ,

لمساتـه ,

و حـتى ..

حتى عبق أنفاسه ,

رائحة جسدك الصلب مازالت ملتصقة بأجزاء جسدي الناعم

و كأنك تحتلُنـي لتحرمني على سـائر الخلـق

انسكبتُ بك كما انسكبتَ بي

حلقنا في سماءنا التي أجدت أنا رفعها لك

و أجدت بدورك تثبيت أقدامنا فيها

أنظر لمرآتي و اشتمك فيني

فأرحل عني , لك !

و إليك فقط .

في منعطف الجادة السابعة

تهت معك عند تلك النافذة العتيقة

كان صوت الآذان يأتينا خاشـعاً

وَ شد الليل سواد كـحله و هلّ شبح الظلام

حينها انتابتني رهبة المكان او ربما اني اختلقتها

فاستنجدتك لتأخذني إليك و تطفئ لهب الفزع بي

و ُتأجج نارك فيني بـ وله الشوق

وحدها تلك النافذة , شهدتنا .

تقترب مني على مقعد الحديقة الخلفية حتى تلتصق بي

تنظر لي و تسحب الكتاب من بين يدي و ترميه بعيداً عني

تسحب النظارات التي أخفي وراءها بعض شبقي

و تتابع ابتسامك لي , تُقرب كفك اليمنى لتحتضن وجنتي اليسرى

فأستسلم لخلياتك التي شعرت بها تندمج بـ بشرتي حتى الأدمه و مابعدها

تختلط أنفاسك الدافئة بأنفاسي المرتعشة فتخالجني ملكة النعاس

فأختبئ تحت جناحك و تتابع خلياتي رفع بياض رايتها لك .

ليــدي تــي

الآن دعـني ,, دعـني ~!

(2)

adamz apple

و كأننا التقينا البارحـة

نظراتك لي كانت كأول قضمة لـ تفاحة حواء

مليئة بالخطيئة تلك التي تغلفها نشوة اللذة

مَدَدُتُ ذراعيّ إليك فـ احتضنتني برفق و سرت القشعريرة لسائر اطرافي

مارست سكب انفاسك الشهية على خصلات شعري الشقية , بينـما

تركتُ لعنـقي حرية المليان حد الاستناد لكتفك الجبار الذي كان لي أمان.

غافلتني فـهززتني و طوقتني و همست لي ..

"شممت رائحة الجنّة فيكِ" و غـمزت لي

فضحك قلبي كثيراً و سمحت لشفتّي أن يغمرانك..

عندها فقط سكتنا!

و هرعنا لتبديد القُبُلات لكل مكان تطاله تلك الشفاة

شفته العُليا , كتب عليها اسمي فباتت ترتجف فيني

و دونت رسمه بشفتي السُفلى ,

فقتلت كل خلية شك ولدت بي ,

نتلامس ,

نتهامس ,

ثمّ نعقد هدنة صلح وَ بعدها بقليل ..

حتماً نستكين .

 

,, ~

لـيدي تـي

~ الآن دعـني ,, دعـني !

(1)

lovevd

~ *

 

حينما تحب المرأة , تحب بقلبها
و عندما تعشق تترك عاطفتها تقودها لكل الاتجاهات
فلا خوف يردعها و لا عقبات تقف في طريقها
لا شيء سواه هوّ ..

تصمت قليلاً و تخرج زفرة كبيرة من صدرها ، و تكمل :
عندما يحب الرجل , فهو يحب فيسولوجتها و هي بحد ذاتها قد لا تكفيه ,
و قد تفجر فيه طاقات نهمه المكبوت ..
و لكنه عندما يعشق , يعشق بصمت فيسهو في سيكولوجيتها .

 

~ ,,

 

تم نشرها بإقلاع

لــيدي تــي

أهـــلاً بالـ ع ـــيد ,

هلال رمضان الخير ولى مسرعاً ، و ارتحلت معه ليال القدر العظيمة بكل اكرامياتها الإلهية الجمّة ، جلّ ما تصبوا إليه أروحنا أن نكون ممن كُتب له ثواب عتقه من النار ، و كل ما تأمله أنفسنا في أول أيام العيد أن تملأ الفرحة قلوبنا ، و تظهر الزينة على وجوهنا و ثيابنا ..  وَ عطونــا عــيدية 🙂

eid

لــيدي تــي

رمضــان كــريم

رمـضان جـانا

و فرحــنا بـه

بــ ع ـد غيابه

أهـلاً رمـضان

.. قـولوا مـعايًّ ..

Ramadan_Kareem_8_by_razangraphics

فاتحة شهورنا تبدأ عند الرقم 9 ، و كأنها تشير الى أن كل ما سبق يمكن تعديله في أربعة اسابيع قادمة ، و كأننا نمني أنفسنا بكل أمنيات العام في شهر واحد فقط ، نشعل من أجله قناديلنا ، و نبتهل فيه كما لا نفعل عادة .. : ) ..

شهركم طاعة , أوله رحمات , و أوسطه مغفرات , و آخره عتق من النار .. أبلغنا الله و إياكم جميع خيراته ..

أخصص زاويتي هذه طيلة الشهر الفضيل.. لتصفية القلوب .. بالدعوات .. و ربما ببعض الكلمات التي حُبست و لم يتسنى لها الخروج ..

شهر خير .. و كلامنا ان شاء الله يكون كله خير ..

.

.

اللهم اغفر لنا و أرحمنا و اعتق رقابنا من النار

اللهم اجعلنا ممن يقوم ليلة القدر إيمانا و احتسابا

اللهم اجعلنا ممن يقوم رمضـان إيمانا و احتسابا

اللهم اجعلنا ممن يصوم رمضـان إيمانا و احتسابا

اللهم اجعلنا من المقبولين في هذا الشـهر الكريـم

اللهم اعد علينا رمضان مرات عديده و كرات مديده

  ,,, ,,  ,,, ,, ,,,, ,, ,,,, ,, ,,  ,, ,, ,,                          اللهم آمين

.

.

*  5 ايام رمضان و حله جديدة تتلبسنى ، هدوء يملأني أقرب للبرود ، مساحة بيضاء شاسعة تغطي هدبي ، و ليالٍ نابضة روحانية ارتمي في شراعها ، كل ما كان يشغلني في مساء البارحة و تحديداً في مايقارب الساعة الحادية عشرة , مسألة لخبطة اليوم .. التي يبدو أني تعديتها .. مازلت اسمع التسابيح تتردد و التهاليل تناديني .. و دائما رمضان كريم ..

* 15 من رمضان , يدق الصغار أبواب الجيران و يرددون “قرقيعان وَ قرقيعان” ، و أبواب أخرى تُفتح لتغمرهم قبل الجميع برحمات واسعة تغسل قلوب الجميع و تظهرها من أدناس و ذنوب ملأناها بعمد و غير عمد .

اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معـصيتك .. ومن طاعـتك ما تبلّـغـُـنا به جنتَـك .. ومن اليقـين ما تُهـّون به عـلينا
مصائبَ الدنيا .. ومتـّعـنا اللهم باسماعِـنا وأبصارِنا وقـواتـِنا ما أبقـيتنا .. واجعـلهُ الوارثَ منـّا .. واجعـل ثأرنا على من ظلمنا.. وانصُرنا
على من عادانا .. ولا تجعـل مصيبـتَـنا في ديـننا .. ولا تجعـل الدنيا أكبرَ هـمِنا .. ولا مبلغَ علمِنا .. ولا اٍلى النار مصيرنا .. واجعـل
الجنة هي دارنا .. ولا تُسلط عـلينا بذنوبـِنا من لايخافـُـك فينا ولا يرحمـنا .

آمين

ليدي تـي

من رسائـــلي إليه

here_with_you_i__m_safe_by_alagar 

في كل مرة اتوسد وسادتي الصغيرة تبدأ كل السناريوهات الجميلة بالتسلل لدفاتري ، ربما لتملأني ببهجتها قبيل النوم ، او ربما لتأخذني في زورق أحلامٍ لذيذة كلغة الملائكة التي نتلوها في سرنا مع كل ضحكة فرح. و لأن ذاكرتي الصغيرة ماعادت تتسع لشيء سوى صوت حنجرته و هو يضحك هامساً "أنتِ اسطورتي!" و حتما عندما يصمت طويلاً ليخبرني بأننا معاً لن نحتاج سوى لكلينا.. هكذا بدأت ذاكرتي بالانطلاق و البوح بدءاَ من حضن والدتي و هي تهزني في المهد و تغني لي .. "لا إله إلا الله ، و بنتي الحلوة بتنام" ، مروراً بأحضان والدي و هو يرفعني عالياً للسماء و كأنه يشعرني بأني ألامس كفوفها ، و بين ضحكات جدتي المبحوحة و نحن نختبئ جميعاَ أنا و اخوتي تحت غطاءها و هي تحكي لنا من حكايا الجدات الحنونات ، و وصولاً لصوت جدتي الأخرى و هي تجدل خصلات شعري و تدس بينها حبات الياسمين العطرة ، حتى أصل لحنجرته التي تداعب أجفاني بنشوة تفوق الفرح بقليل لتصل لأحلامي..

صوتك يملأني.. آه يا صوتك .. و رائحة عطرك تأخذني إلى حلم اسميته "أنت" ،حتى اني في كل مرة أذهب فيها لأتسوق ، أهرب خلسه الى قسم البضائع الرجالية ، أتذكر قامتك الرجولية الصلبة ، فأجدني لا إراديا وَ أصابعي تتسلل لإختيار رباطات العنق التي تتلائم و صفاء بشرتك و جمال لون عينيك البراقة ، انظر للقمصان التي تم صفها بنظام معقد يحير لنظاره كم من الوقت مضى لترتيب كل كم تلك القمصان بتلك الهيئة العالية التنظيم، أغمض عيني و أنا أتحسس أقمشتها ، و لأستشعر جسدك يتنفسني من خلالها ، فأبتسم و أهرب مسرعة من ذلك القسم قبل أن يلمحني أحد .

غريبة هي ذاكرتي التي تربطك بكل حالاتي ! ففرحي يشبهك كثيراً ، يملأني و يسحبني للحلم بأن الدنيا جميلة ، كفطيرة التفاح الشهية التي ترشها أمي بوافر من القرفة الحُلوة التي أشتمها على بُعد اميال في كل مرة تعدها . ياااالله كم اتمنى أن أكون أنا نصيبك كحال كل الاشياء الاخرى التي تحيط بك! أود أن أكون مخدتك التي تحتضنها في كل ليلة و تضع وجعك و أفراحك جميعها و انت تستند إليها بإطمئنان كل مساء .. لالا بل أريد أن أكون غطاءك لأتلحفك في كل مرة يعانقك خيال البرد فتجرني إليك بحنان .. لا بل اريد أن اكون هاتفك المحمول لتحملني معك في كل مكان و تهمس في قلبي طوال الوقت لأشتم رائحتك و أنتعش بأنفاسك و هماستك الدافئة .. ترى هل تخاطب الجميع بنفس تلك النبرة التي تكلمني بها ! هل تبدو أجمل و انت تأكل طبق المعكرونة الذي تعشق من يدّي والدتك! هل ستحب المعكرونة التي سأعدها لك في كل مرة تطلب مني ذلك! آآآآه .. أجزم بأنه سيكون الطبق الأفضل ,, و لكن عليك أن تعدني بأن تقبل يدي كما تفعل لوالدتك بعد كل طبخة معكرونة ..!! طبعا ستفعل ..

في ما يقارب السنة الماضية ، أخبرني أحدهم بأن لغتي لذيذة ، بأنها كمزيج الايسكريم الذي تمتزج نكهته ما بين طعم الشوكلاته الغنية و حدة مذاق النعناع ، جميلة و جريئة نوعا ما ، و لا يُكتفى منها .. غادرني بكل جمال تلك الكلمات و كأنه أقسم بأنه ماعاد ليجدني كذلك ..!! لكنك قمت بمواساتي و أخبرتني بأني تجاوزت مرحلة النعناع بقليل و بدأت الغوص في حبات الكرز الأحمر الموسمي ..تلك الكرزات التي تكسب كل شيء مذاق أنثوي خلاب ، لذا لا داعي للقلق.. هل كان علي أن أقلق فعلاً..؟

طقوس الحزن تجيئني كسحابة سمراء باكية ، تبحث عن وطن ، و بذكاءك الفطري استشعرت بأنك أوطاني ، فلذت إليك في كل طقوسي .

إليك كتبت و لك سأظل أكتب .

لـيدي تـي

تماماً كما وعدتكم : )

 

IMG_6013

 

IMG_5977

   

كنت قد وعدتكم في تدوينتي الأخيرة ، بأن أوافيكم بما علق في ذاكرتي الصغيرة من جماليات استجمعتها من رحلتي التي كانت في بداية الشهر الحالي. و هـأنا ذا أعود لأكتب لكم . 

لا أخفيكم فـ طالما كانت ملامح المرض تُمثل لي تراجيديا موسمية تلتصق بي مصادفة ، لتشغل كرياتي الدموية البيضاء بمهمة التخلص منها و تطرحني فراش المرض ، الذي لابد له لينتهي أن تسبقه زيارة صغيرة لأحد الأطباء و هذا ما كان لي، و لكنها هذه المرة لم تكن واحدة و لم تكن قصيرة كما أردتها أن تكون ، بدأو بإختراق خلياتي بغرس حقنهم اللعينة في أوردتي ، تعرية جسدي و ملأه بكل تلك اللصقات البيضاء التي ترتبط بأسلاك كهربائية لقياس تخطيط القلب ، كل تلك الأيدي الزرقاء المثلجة ، يالله ..كم أكره زيارة المستشفيات! “حمدالله الآن أنا أفضل و ان شاء الله محد من حبايبي و قراءي يروح المستشفى ههههه” ..

مُؤخراً كانت كل أفكاري تتعثر ببعضها البعض ، كل المحاولات الصغيرة في داخلي تولد لتصبح في دوامة تفكيري كبيرة و عظيمة ، لكنها قد تهمش في آخر الأمر و تحجم لتوضع في دائرة المهملات لاشعورياً ، جاءت فكرة سفري للهند لأغراض فضولية تدعم مصالح مستقبليه لمجال عمل عائلتي. أقلعت بنا الطائرة و أنا تغمرني ابتسامة عريضة و شغف كبير بما قد تكون عليه بلاد الهند العريقة ، سبقت اصابعي وصولي للهند عبر تصفحي لويكبيديا لتعرف على بعض المعلومات عن تلك المدينة التي كنت اقصدها ، فبدا الحماس بادياً على وجهي ، بدأت أخطط لما كنت أريد أن أقتنيه من هناك و الطائرة تهم بالاقلاع .. ممم حتما سأشتري ساري و نقطة حمراء صغيرة لتنتصف على جبيني! و ما هي الا دقائق حتى بدأ النوم يداعب أجفاني و غفوت .

عندما وصلت للمطار ، بدأت مرحلة تفقد ما حولي و أنا اشق أقدامي خروجاَ من بين ساحات المطار الواسعة نوعاً ما ، يحتضن الصورة التي صادفتني و أنا اخرج كم هائل من الخضرة الشاسعة ، جو يميل للحرارة نظراً لكون النهار مازال كسولاً في ساعات اشراقه الأولى ، و أعداد هائلة من البشر تقف منتظرة للأفواج القادمة من أطراف العالم الآخر ، وجدنا السائق الذي كان في انتظارنا و لحقنا به الى مكان السيارة التي سيقلنا بها . توقعنا وصولنا الى الفندق في غضون الـ30 دقيقة و لكنها طالت لتصل الى مايقارب الـ9 ساعات ، لم يكن الفندق في نفس مدينة الوصول بل كان في قرية مقاربة و نظراُ لسوء حالة الطرقات و الشوارع قضينا أضعاف ما استلزمته رحلتنا للوصول للهند عبر الطائرة و نحن نردد “يااالله!! احنا وش اللي جابنا الهند : ( ” كل ما يمكن وصفه من كائنات كان يشاركنا العبور عبر تلك الشوارع الصغيرة و الضيقة ، تسير الحيوانات في مسار السيارات و يسير المارة بدون ادنى اهتمام لإمكانية ان تصدمهم أي مركبة تسير مسرعة على الطريق ، لا يهم فعلاً ان كان الوقت نهاراً او ليلاً فالكل غير مبالي لما يجري حوله تلتصق يد السائق بـ”هرن” السيارة ، الازعاج يملأ سماء هذه المدينة ، أصوات الألحان الهندية ، ثرثراتهم ، و اًصوات حيواناتهم الساخطه ، و أخيراً جرس السيارة الذي لا ينقطع أبداً ، و مع ذلك كان الخضار الذي يملأ كل الأرجاء يشعرني بالأمان ، كان الليل قد اتشح بالسواد عند وصولنا لأعتاب الفندق ، هممت بالنهوض مسرعة من مقعد السيارة اللعين و انا أتفقد اقدامي الخادرة . بهو الفندق اصغر مما كنت اتخيل ، تفقدنا الغرف و لشدة انهاكنا لم يكن لرفض لدينا مكان. كان الجوع قد تسلل الى بطوننا عنوة بعد كل هذا العناء للوصول للفندق ، كنا متعبين فقررنا ان نطلب خدمة الغرف لوجبة عشاء شهية ، لم تكن طريقة تقديم الطعام تليق بفندق “فايف ستارز” و لكن ما أن بدأنا بتدافع ملاعق البرياني في أفواهنا الجائعة حتى زال انطباعنا الأول عن طريقة التقديم ، لا استطيع وصفكم بمدى لذة ذلك البرياني ، صدقوني زادت قناعتي بأن كل ما تقدمه لنا المطاعم لا يمت لحقيقة المذاق الأصلي بصله. نومه هانئة قضيتها في ذلك السرير الكبير الذي كنت قد تفقدته جيداً قبل أن اغوص فيه ، ما أن بادرت الشمس بـ بث خيوطها حتى بدأ ضجيج السيارات بإختراق جدران جناحي ، مددت يدي نحو “ريموت” التلفاز و بدأت في التقليب بين القنوات حتى وصلت الى أحد قنوات الرسوم المتحركة و تركته لينسيني ما بدد هدوئي و عدت للنوم.

كنت أظن بأن تنقلي عبر مدن الهند سيكون يسيراً و سهلاً تماماً كما نفعل في الوطن ، فالتنقل بين امارة و أخرى لا يستغرق الكثير من الوقت ، و لكن ليس بعد أن قضيت ما يقارب نصف اليوم للوصول لقرية تبعد ما يقارب 340 كيلومتر . قررت أن أظل في تلك القرية و أن استمتع بكل ما يمكن الاستمتاع به فيها . كنت استلذ بكل وجبة تقدم لي ، فكما ذكرت لكم بأن الطعام كان يتفوق في لذته على ماقد أصفه به. كنا في ضيافة أحد أثرياء المنطقة فتكفلوا بأخذنا في جولات استكشافيه لملامح بلدتهم الصغيرة، في أول لقاء لي بهم تمت دعوتنا الى مطعم صغير فيما كان معظم أفراد عائلتهم بإستقبالنا ، حفاوتهم كانت ظاهرة ، كرمهم الواسع ، رفعة اخلاقهم ، كلها أمور لم تكن لتختطر ببالي ، كنا نقضي معظم اليوم في ضيافتهم و نعود للفندق لننام . جميع افراد العائلة كانوا يتبارون لمجالستنا و محادثتنا ، أبهرني بأن يكونوا جميعهم يتحدثون الانجليزية ، لم يكن التواصل فعالاً فقد كنت أتحدث في أمور و هم يجيبونني في أمور أخرى و كنت أكتفي بالابتسام و الضحك يعني كما يقال ” هم في وادي و أنا في وادي” و طبعاً لم أكن لأكترث لأني كنت بالفعل مستمتعه بكم البساطة و التلقائية التي افتقدها في عالمي العربي حيث أعيش و أنتمي .

كم الحفاوة و كرم الضيافة ، ظننت أنه حكر على أبناء العرب فقط و لكن يبدو أنه يمتد و يحتضن ثقافات أخرى كل ما نعلم عنها بأنها تكون معظم نسب العمالة في بلادنا! لم يشاغلني الفضول قبلاً بأن أعرف عن ثقافتهم شيء. كنت أتعلم منهم ما لم يكونوا ليلاحظوه من عفوية في حضور الأغراب ، كنت أتأمل فيهم روح التعاون و الترابط الاسري المشدد، يتعاملون لمجرد صلة الدم و المصاهرة و كأنهم فرد واحد ، كنت احتضن في وجودي معهم عالم أكثر جمالية لبساطة ناسه و طيبة قلوبهم . كنت أثرثر مع أحد أفراد العائلة المستضيفة .. و اسألها .. لماذا لا يشبهكم أبناء وطنكم الذين يعملون في أرضنا ؟ فابتسمت بطيبه و قالت .. صدقي بأنهم يكتسبون طباع أهل البلد الذي يقيمون فيه فيتطبعون بطباعهم. استوقفتني جملتها تلك .. و انا أفكر هل فعلاً نتصف نحن باللئم و العنجهية؟! آلمتني جملتها الغير مقصودة و بدأت الغوص في ذاتي في عالمي و عالمهم .. هل نسينا فعلاً من نكون! فيما ظلوا هم بإختلاف أديانهم و عقائدهم متمسكين بفطرتهم الأولى! حقاً لا أعلم !!

من أكثر المواقف التي أثارت قريحة الضحك لدي ، هي انطفاء الكهرباء المفاجئ بين حين و أخر ، و تمسكهم كعائلة مسلمة بالحجاب ، فقد كانت معظم نساء العائلة يغطين رؤسهن فيما يكشفن بطونهن و هن يرتدين الساري الجميل : ) ألم أخبركم كم كانت بساطتهم جميلة !

ربما تكون هذه بداية فكرة لبعضكم لزيارتها يوماً ما ..!! لكن تذكروا بأن الازعاج و الضجيج هو جزء من ثقافتهم و حياتهم اليومية ، فلا تبحثوا عن الهدوء في ركن هندي ! لا تنسوا بأن تكتبوا لي عن تجربتكم الفريدة ان فكرتم بزيارة مماثلة ..

ليـدي تي

 

تهـاني

دوماً ما تجسد الكلمات بعض فيض المشاعر الذي نهديه لمن يقرأنا , وقفت اليوم كثيراً و أنا أهدد حروفي لتنسكب و تنهمر و تلون صفحة جديدة من صفحات مدونتي! و لكنها أبت الا أن تخرج بشعوري الحالي .. فقد انشغلت قليلاً برحلة قصيرة قمت بها في الاسبوع الفائت و سأوافيكم بهديتي لكم قريباً بعد أن أتعافى قليلاً من وعكتي الصحية التي جاءتنا مداهمة لتحطم جميع الموازيين التي خططتها و حاولت تنظيمها بعناية ..

اعذروا تأخر حب في الزحام في حُلتها 46 فحتماً سأوافيكم بما هوّ لائق بذائقتكم بإذن الله .. و لكن حتى ذاك الحين أود مشاركتكم بقصيدة رقيقة صادفتني في بريدي الإلكتروني من أجمل الأصدقاء وداً .. أدعكم تنهمرون بفرحتي التي ملأتني حين قرأتها .. كل الشكر لصديقي سليمان يونس لهذا الجمال الذي أهداني اياه في قصيدة تحمل حروف أسمي و جمال عاطفته السامية .. حقاً لاشيء يفوق سمو معاني الصداقة الصافية ..

ليدي تـي

24

يا لروعةِ زماني

أينّ أحزاني

تبددت كلُ أوهامي

يوم كتبتُ تهاني

يافتاةً أتت لي رحمة

بكلامها مزقت وجداني

يا ملاكاً كتبتهُ شعراً

لكِ من أرض دمشقّ سلامي

تهاني ………

ومانيلُ قلبكِ بالأماني

فوصفكِ فاق َ وصفي بالخيال

وجسدُ  كزهرِ الرمانِ

فقلتُ في فكري اسمها هي

واسمُ  أرقى من الأسماءِ

فقلتُ……..

تاءُ  ترنمّ في غناها عالمي

زادتني عشقاً وغيرت لمعالمي

حفظتها وحفظتُ هاءً بعدها

شحنتني حباً وزادت لترنمي

وتلتها ألفُ  راق قلبي للفظها

تلحقها نونُ  في جوارها ترتمي

ياءٌ يسر القلبُ للفظها

تهاني اسمُ  للجمالِ ينتمي

سألني الناسُ ما هو سرها

والسرُّ قلبي في حياتها يستوي

بِقلم : الشاعر/ سليمان يونس