دكان شحاتة “ثقافة”

 

movie 

 

في ليلة ماضية بينما انا أجلس وحيدة ، أقلب صفحات الانترنت بضجر، حتى وصلت لأحد مواقع الأفلام العربية، وجدت ضمن قائمتها أول فيلم لهيفا وهبي ، و يحمل اسم “دكان شحاته” ، دخلني الفضول لأرى ماذا يمكن أن تقدم امرأة كهذة لعالم السينما العربية ، و بطبيعة الحال لم اتفاجئ كثيراً ، مشاهد تملأها السخونه لمجرد وجودها فيها ، تتظاهر بالحياء بما لا يزيد عن الثانيه لتفصخه و تطرحه أرضا بتمايلها بذلك الفستان الأحمر لترقص بغنج لا يطاق كما تفعل كل يوم على المسارح و شاشات التلفزيون.

دوماَ ما تجسد المادة السينمائية المرحلة الثقافية و الاقتصادية لمرحلة الزمنية التي يعرض فيه الفيلم ، اليوم أجد أننا قد بلغنا من العهر و الانحطاط الفكري ما لم نبلغه من قبل ، نحاول الظهور بأفضل شكل بينما يعكس جهلنا مدى تمرغنا في عالم لا يفترض أن يمت لنا بصله. متى كانت الحرية في التعري و إشعال الغرائز الشهوانية! متى كانت الحرية بأن نخاطب الغير بدونيه ، أو أن نبني وجهات نظرنا الفعلية على أساس جماليات الجسد المتمثل أمامنا! متى أصبحنا نعيش فقط من أجل ثلاثة أحرف ربطناها بمسمى “الحب”! متى !! متى!!

مازلنا حتى الألفية الثالثة ، نحارب من أجل حقوق المرأة التي منحها لنا الاسلام منذ البداية ، و منعها عنا شعار فارغ يُسمى بالعادات و التقاليد! لماذا وصلنا لهذة الدرجة المبكية من الرؤية المنحجبة ، حتى قُمعت أرواحنا في قالب ردئ ، أشبه ما ينتمي له عالم الانسان الحجري ، نتعرى ليس لأننا لا نجد ما يكسينا ، و لكن لأن “الستايل صاير كذا” ، نتفوه بأسوأ العبارات “لأننا ناس كول” ، نسمع من الاغاني الهابطة كل القدر الذي نستطيع حتى لا نكون متأخرين! اليمين لدينا أصبح يوافق الشمال بقدرة قادر ، و لكن تبقى هناك دوماً نزعة قديمة تعيد فينا ما هدمناه بالتقدم الرجعي الملحوظ.

و من المثير لضحك أيضاً، المشهد الذي تظهر به هيفا وهبي و هي ترتدي النقاب ليحاول المخرج “خالد يوسف” فيه أن يبرز للمشاهد مدى تسطح أنفها مع بقية ملامح وجهها ، مما يساعد بنات جيلنا الجديد للإمتناع عن عمليات قص الأنف كالتي تقوم بها فنانات اليوم.

و شكر أخير لخالد يوسف لأنه استعرض مهاراتها الأخرى غير الرقص و التعري ، فقد أبرزت الفنانة العظيمة في أخر مشهد من الفيلم قدرات هائلة في الصراخ و شق الجيب ، فعلاً أنه فيلم سينمائي عظيم يستحق المشاهدة لنعرف أننا فعلا بحاجة لدكان شحاتة شوية ثقافة!!

 

Lady T

 

حب في الزحام (الجزء الفاصل)

______ 

لم أكن لأكمل حب في الزحام ها هنا .. ليس لأن الطرق لم تجد لها مخارج على دفاتري .. و لكني أردت لها أن تخرج برؤية أوضح .. أريد لها أن تكبر و تنضج و تظهر لكم كما ينبغي ..

لكم مني حتى ذلك اللحين أطيب الأمنيات ..

 

 

Lady T

 

حب في الزحام 2

yellowbedroom

 

 

كان دوامي اليوم مملاً للغاية رغم شدة ضغط العمل ، أنهيت دوامي و طرت بسرعة للمنزل . كان الهدوء يعم المنزل كالعادة و كأنني الشخص الوحيد الذي يسكن منزلنا ، أمي تهتم بطلاء أظافرها حتى تتماشى أصباغها مع ألوان فساتينها ، و أختي نازك تحب أن تبقى عالقة وسط خرائطها الهندسية في مكتبها ، بينما تكون نسرين عادت من المدرسة و تلعب مع سعد و فهد اللذان يصغرانها سناً بألعاب البلاي ستيشن ، و والدي لا يعود للغداء معنا مطلقاً ، لأن وجبة الغداء دائما ً من حق الزوجة الثانية ، الحمدالله لم تنجب له أطفالاً و إلا كنت لأختنق من اخوتي الذين اختلطت دمائهم بدماء تلك المرأة السامجة.

أعود لأهرب لعالم أجمل ينتظرني في حجرتي ، ما أن أبدل ملابسي و استعيد بعض من نشاطي، حتى تسبقني أصابعي لطلب رقمه، و ما أن ينطق بأول “آلو” حتى يصرخ قلبي سعادة لأنه يعيش بين خلجاته .

         هلا حبي !

         ندو حياتي تأخرتي علي اليوم!؟

         طلّولي شسوي ، الشغل صاير مايرحم

         لا لا شوفي أنا ما أرضى ياخذك شي مني ، انتي سامعة و لا لا؟!

         حبيبي أنتا ، أنا الموت نفسه ما يقدر ياخذني منك!!

         سمّ الله عليك ! نادية شهالكلام!! تبين ازعل يعني !؟!

         أنت تدري كل شي و لا زعلك يا روح نادية انتا .

(تك تك تك)

         طلال اسمع فيه احد يدق الباب أكلمك بعدين

         راح توحشيني يا قلبي

         هههههه (تضحك بغنج) و تهمس ” و أنت بعد ” .

أفتح الباب فأجد نازك تقف أمامي و هي عابسة ، أسألها عن سبب عبوسها فتجيبني بأن خطيبها ثامر قد حدد موعداً لزواجهما المشؤوم ، لم تكن نازك تميل لثامر و لم تحمل له أية مشاعر ، كل ما كانت تراه في ثامر بأنه الرجل الذي سيحملها معه بعيداً عن برودة هذا المنزل الذي يقتل فيها ما تحمله من دفء العاطفة .

احتضنتها و أنا اقول لها : لازم تتعلمين تحبينه يا نازك! دامك رضيتي فيه لازم تحبينه عشان تكونين سعيدة .

تنفجر نازك بالبكاء على صدري و كأنها تودع ما تبقى فيها من روح مع خبر تحديد موعد زواجها . لا أعلم إن كانت الحياة التي تُقبل عليها نازك حياة أفضل من تلك التي نعيشها الآن أم أنها لا تختلف عنها كثيراً !!

 

يُـتبع

Lady T

حب في الزحام 1

f_lovem_5d82682

 

ما ان وقع نظري عليه حتى ركضت إليه مسرعة ، غير عابئة بالزحام الذي ملأ “الكورنيش” ، ما أن تلاقت عيناي بملامح وجهه الوسيم حتى رميت جسدي بين أحضانه دون أن اشعر . كان حضنه دافئا و كانت دقات قلبه مشتعله تنبض و كأنها تنبض لي و كأنها تلهج بذكر اسمي حركت سبابتي لأتحسس دقاته ، فأمسك بأصبعي و ضغط عليه بكفه و همس “هاتي همومك و حطيها على صدري” .. و ما ان قالها حتى رفعت رأسي لأجد عيناه تلمعان لي كنجمة ساطعة في ليلة مظلمة. لم أخشى شيئاً أبداً ذلك المساء لأنني كنت معه و بين أضلعه.

ألجئ له في كل أفراحي و في كل أحزاني ، و أجده دوماً صدراً حنوناً ، يفرح لسعدي، و يغضب لحنقي . 

 

عالمي أنت يا طلال .. عالمي أنت ..

 

 

 

يُتبع ،،

 

Lady T

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

{على مقعد خشبي ~

 

park_bench_by_fifer34

 

 

جو صافٍ و مشمس ، نسمة هواء باردة ، تهب برفق لتنعش أنفاس مستنشقيها ، هناك على ذلك الكرسي الخشبي تحت تلك الشجرة العملاقة، في تلك الحديقة التي امتلأت بضحكات الناس و ركضات الاطفال و لعبهم ، كانت تجلس دانة ، تحمل كتاباً تقرأه بكل حواسها و كأنها تجلس في دائرة معزولة عن كل الفوضى الجميلة التي ملأت تلك الساحة الخضراء . كان هوّ أيضاً هناك مصادفةً يدور في أرجاء تلك الخضرة بتملل يحمل كوب قهوته و يمارس الصمت الذي أرهق كاهله و يسرع خطواته و كأنه يحاول تحطيم حواجز صمته ، و ما أن رآها حتى انتهى السكون الذي يملأه و بدأت دقات قلبه المجمدة بالخفقان من جديد و بدأت خطواته بالتباطئ ، عاد له شريط الذكريات بصوتها ، ضحكاتها ، فـ ارتسمت على محياه ابتسامة نسى طعمها ، تلك الابتسامة الصادقة التي لم يعرفها الا معها.

وقف أمامها لحظات و هو يتأمل أيام سعادته فيها ، و ما أن لاحظت وقوف أحدهم أمامها حتى رفعت نظرها نحوه ، و دون أن تشعر وضعت كتابها جانباً و قالت بلهفه مستغربة ” نادر! “. استمرت النظارات بينهما لوهلة و كأنهما يتفقدان ملامح الوله على وجوه بعضهما، حتى جلس بجوارها و هو يعانقها بنظراته الدافئة و بنبرة رقيقة هادئة همس لها “اشتقت لك” ما أن قالها حتى هربت دانه بعينيها الى الناحية الأخرى متجاهلة ما سمعت. و بحسرة مدفونة بين طيات صدره تابع كلامه ” تدرين يا دانة اني ماحبيت و لا راح أحب بنت من بعدك .. ليش تقسين علي”. إلتفت دانه و ردت بغضب ” تذكّر شي واحد يا نادر !! إنك انت اللي اخترت مب أنا” و ما أن أنهت جملتها حتى خرجت تلك الدمعة الحبيسة من محاجر عينيها، مدت يدها و أخذت كتابها الذي نسيت أمره بمجرد رؤيتها له و بدأت خطواتها الحانقة بعيداً عنه ، و ظل هوّ جالساً بإبتسامة لوثها الحاضر الذي اختاره نادر لكليهما.

بعد قصة حب عميقة نشأت في أحد المقاعد الدراسية ، قرر نادر أن يوافق رغبة عائلته و يرتبط بإبنة عمه “نُهى” ، لم يكن يعرف نادر عنها إلا أنه لابد و أن يرتبط بها ، يجهل كيف تبدو ، فكل ما تحمله ذاكرته لها ملامح الطفولة المشوشه ، لم يفكر أبداً بأنه قد يفقد دانة بمجرد ارتباطه بـ نُهى ، بأن حبه لها قد يختنق بين خلياته ، بأنه سيظلم نُهى ، بأنه سيذبح قلب دانة !! لم يفكر حينها سوى بما يتوجب عليه فعله ، و بعدها جاءت كل العواقب لتحل كـ لعنات متلاحقة على قلبه و حياته.

                                                                                          

                                                                                                                                                                           لـيدي تـي

 

 

~ أنتِ بـ كفة ،،

 

love_by_hendro

انتِ بكفة يا ريم ، و العالم الباقي كله بكفه

تسكت ريم بعد سماعها لتلك الكلمات التي طار قلبها بها بهجة و بكت عيناها بهما من فرط السعادة ، تغمض عيناها لتترقرق دموعها التي جرت برفق على مخملية وجنتيها و كأنها خشيت أن تجرحهما ، و تعض احدى شفتيها و تستمر في ممارسة صمتها. يتنهد مازن و يظل يردد اسمها ، منتظراً منها اشارة ، و لكن يبدو أن ريم تجيبه بلغة الهاتف حيث يستمع بعد دقائق لا تتعدى الثلاثة بإقفال الخط! لم ينم مازن ليلتها ، و لم تنم ريم أيضاً .

تعانق ريم مخدتها و هي تصارع كم الأفكار الهائلة التي تشتعل في ذهنها كالسجائر الملتهبة واحدة تلو الأخرى و لكن بفارق أن أفكارها لا تنطفئ بل تزداد اشتعالاً.

يخرج مازن من حجرته ليصلي الفجر ، و لكنه لا يعود للمنزل بل يظل حبيساً لكل ما يجئ و يذهب في مخيلته ، يمشط بصمته و حيرته شوارع حارتهم الواسعة ، يمشي بلا هدف و لا ركيزة ، يردد في داخله ليش ياريم قفلتي الخط .. ليش!! “ .. و لسبب لا يعلمه لم يجرأ مازن أن يعاود الإتصال بها! بل استسلم لإنهمار كل السلبيات التي غمرته في لحظة سماعة لرنات قطع الاتصال توت .. توت .. توت هذا كل ما كان يسمعه في رأسه مع شعور في داخله بأنها كانت تصرخ بأنها تشعر به كما يشعر بها !!!

يطل الصبح فيداعب أجفان من تلحف بأذيال الظلام فيفيقهم بنشاط ، و يعذب بإطلالته قلوباً صغيرة أخرى مُعذبة كـ قلب ريم و مازن . يدحرج مازن عينيه الحمراوتين اثر عناء السهر و تعب التفكير و تتوسد ريم فراشها و هي ممدة عليه كجثه هامدة أنهكها جمال حب مازن و عذب آخر كلماته .

يرفع مازن سماعة الهاتف ، و ينظر للائحة المكالمات و ينظر بتأمل لإسمها الذي ينير شاشة هاتفه ، فتخرج دوائر السعادة من عينيه لترقص انتعاشاً و مرحاً حول أركان غرفته التي حجب الأنوار فيها بقطع الستائر القاتمة اللون ، و لكن تلك الدوائر ما تلبث الا و تقتل نفسها بعد أن يضغط بأصابعه الطويلة على زر الاعلى لينتقل للإسم التالي في تلك اللائحة .. و بصوت مخنوق يطلب من أحد زملائه إخبار المدير بأنه لا يستطيع التواجد لشعوره بإعياء مفاجئ.

أما ريم تود لو أنها تقتل نفسها ألف مرة ، لأنها كانت تنتظر سماع كلمات كهذه من مازن ، و لكن ما نفعها ان لم يكن مازن ينوي الإرتباط بها ؟! لا تريد ريم أن تستمر في علاقة سرية مع شاب كل ما يستطيع فعله من أجلها ، أن يبوح لها بكلمات تفوح حبا ً و رومنسية! تعشق ريم رومنسية مازن و لكنها تجد أن الحب لا يعيش في أرض مجتمعنا الذي لا يرحم عذرية تلك المشاعر الطاهرة .

تغلق ريم أخر صفحاتها مع مازن بتلك الدمعات التي تمادت في الجريان على نعومة خديها ، و يصادف مازن ريم أخرى يسمعها كلماته الغارقة في بحر الأشواق و المحبة.

 

 

ليدي تـي

 

 

{ وَ قد كُنتُ روح ,,,

 

,, ,,  ~

 

مازال ذاك الوجع يقتنص أنفاسي و يخنقها
و مازلت انا اقف حائرة وسط كومة تلك المشاعر
التي لا أجد وصف لها!

روح تبحث عن مخرج لها
روح تبكي كل ليلة ألم وحدتها
روح تسافر كل نهار لتجر أذيال غربتها
روح ترفرف في سماء خالية من كل شي الا هي !

مازلت أتلمس نصف فراشي
و اغمض عيني بسكينة و اجدك هناك
واقفا و السعادة تغمر ثغرك قبل قلبك

أعلم بأنك لم تكن لتكون لي
و أعلم أنك لم تكن شيئاً الا لتكون لي!
كلها معادلات فشلت في حسابها
و نجحت أنت بتعليق شهادات فشلي
في تلك الساحة الخضراء التي رسمت لك تفاصيلها

هل كانت تلك عدالة الحياة ؟

 ,, ,,  ~

                                                   ليدي تـي

 

 

شمس غاضبة

  

 

 

* ~

متعبة كنت جداً في ذلك النهار، أشعة الشمس هنا حارقة، تلهب كل ما تركز ضؤها عليه! طباعها نارية ، تُأجج الغضب الذي تولده في أحشائها في كل من يتعرض لها ، و كأنها تبث غضبها مع كل خيط ذهبي ترسله لقلب الأرض. كنت ساخطه كثيراً في طريق عودتي للمنزل ، أتمتم بغضب و أنا امشط بقدمي الصغيرتين بعض من شوارع هذة المدينة التي أمقتها بقدر ما أحبها. أزرع في كل شارع و في كل زاوية بعض مني ، و كأني في داخلي اتمنى بأن تنطق هذة المدينة بأسمي بعد أن أغادر أرضها السقيمة. و لكنها لم و لن تفعل!

أبدأ اليوم هنا أول تدويناتي التي لا أعلم إن كانت تستحق بأن تكون أولها ، و لكن جلّ ما أعيه في هذة اللحظات بأني أردت لحروفي هذة بأن تتصدر بقية السلسلة القادمة ، التي لا أعلم بعد ان كانت قادمة .. ..

جميلة هذة الدنيا إن أردنا أن نراها بعين الجمال ، و مؤلمة حد الموت عندما نبصرها بعين لا تعرف إلا التجهم. هكذا كانت رؤيتي متخبطه ما بين جمال ، و ألم .. ما بين رغبة ملحه في العيش و رغبة مستميته في الإنتقال إلى عالم أظن بأنه أفضل.

 

* ~

 

ليدي تـي


نـﮩر من الأصدقـاء

  

 
 
~♥~

كـ سحابة صيف كانت كلماته ، تماماَ كـ حبات الندى التي خرجت من ثغره لتخترق أفئدتي ، و تأخذني لداخل خلياته ، شعرت حينها بأنني أتنفسه ، بأنني أنا دماءه ، بأني كنت (هوّ) . لماذا يأخذنا الحب لدوامه ننسى دوماً من أين بدأت ، و ننسى أيضاً ان كنا نريدها أن تنتهي؟ هل الحب فعلاً أجمل إن عاش بلا هوية ، بلا ملامح  .. لا لا أظن !
أتوق لذوبان قطعة السكر التي أريد ، أن… [اقرأ المزيد]