أنا نجمة :)

 

أجلس وحيدة خلف شاشة اللابتوب، اُحدثُ نفسي بأن عليها الكتابة، أحاول تحفيز أفكاري، مممم لاشيء يُلهمني هنا، أعود بالوقت للخلف، ليس كثيراً قبل ساعتين مضت، تُخبرني شقيقتي بأني أسيرُ على الطريق الصحيح، تهمس في اُذني والدتي بأني نجمة ساطعة يهاب الظلام حضورها، وفي ظل الحضور النسوي الذي أعشق وجوده في حياتي أرتجي زوال الغمام الذي يحجب رؤيتي! أجد بأنني طفلة عابثة مازالت تجهل طريق العودة لمنزل العائلة، أضحك دون إكتراث إذا دغدغت شعوري بعض كلماتي الحالمة، أبكي بحُرقة لوجع مشهدٍ سينمائي، وأسرح طويلاً في علاقة تشابكت خيوطها حتى أصبحت عُقدها أكبر مافيها، لكني مازلت أتناول قهوتي كل صباح بإبتسامة، اُخفي وراءها حمداً غزيراً، لأني رغم كثرة المعارك النفسية التي واجهتها مازلت تلك الطفلة العنيدة التي تُخلص لألعابها المحشوة بالفرو والقطن، النضوج لم يُغير فيني الكثير، إلا أنه صقل فيني الزوايا الجارحة لتصير حدوداً مستديرة، لم يكن العمر سبباً بل هي الأزمات التي هاجمتني بشراسة منذ زمنٍ بعيد، كنتُ أرتدي مريول المدرسة وكعادتي اُشاغب في الصف، وأخربش بالطبشور على اللوح الأسود، وألتفت يمنةً ويُسرى لأرفع صوتي واُغني، لم أكترث يوماً لشئ، لم أكن ظلاً أبداً، و لم تكسرني صرخات المُشرفات أو حتى مُديرة المدرسة، أعيش في عالمي وأحلم بيوم يشبه النسخةَ المُحسنة ليومي هذا، لم اُخلق صغيرة! خرجت من رحم اُمي بعد عناء، ببشرة مميزة وإبتسامة عريضة، أبتسم دوماً برغم تعبي، فهل كان الإبتسام يوماً دليلاً على مجابهة العناء! أجد الطريق أمامي صعباً وشائكاً لكني أسير عليه وأنا ارفع رأسي نحو السماء، إلى السماء حيثُ أنتمي.. هكذا أخبرتني أمي بأني نجمة ولهذا لا تأخذني خطاي إلا نحوها ونحو الدعاء.

كل عام وانتم بخير وتقبل الله منا ومنكم طاعاتكم وصالح أعمالكم .. حج مبرور وذنب مغفور لمن كتبَ الله له حجه هذا العام.

عيدكم مبارك !

تهانـي الهاشمـي

@TahanyAlhashemi

2 thoughts on “أنا نجمة :)

  1. نورا says:

    متميزة كعادتك أستاذه تهاني ..
    انت حقا نجمه ساطعه في السماء
    الا ان المتأملين صاروا قلائل
    سيزداد بريق نورك يوما حتى يبهر عيون حتى من لا يتأملون

  2. زوزا says:

    قلمك متألق ايتها النجمة وكلامك يلامس القلب ..
    اتمنى لك المزيد من التألق والابداع ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *