جميل جداً أن تستجمع أصابع يدك الواحدة لتكون كفك متناغمة ومتماسكة، قبضة حديدية تُوجهها كلكمة صارمة وربما قاتلة في وجه الأعادي والأعداء، مؤلم جداً أن يُصاب أحد أصابعك -وليكن الخنصر- بجرح ولو حتى خُدشٍ لا يكاد يُرى ويتحول ألمك الحقير إلى نزفٍ عظيم، مصابٌ جلل قد يصل بك إلى مرحلة البتر، فينتقص جزءاً ولو بدا صغيراً لبقية قبضتك التي تبدو لك كاملة وكبيرة. الكمال هو عنصرٌ هام في حيواتنا، نبحث عنه على مدار الحياة دون كلل أو ملل، بدءاً من الطفولة نتعلم بأن القمة هي جزء من النجاح الذي لابد أن نصبو إليه، فكلما إختلفنا في إبراز قدراتنا قد نبدو للسابقين بأننا ظللنا الطريق، قد يصمنا البعض بعار الفشل، لكن الحقيقة هي أن إختلافنا قد يصنع منّا “أسطورة” تُخلد ذاتها عبر التاريخ، فمن كان لأحد أن يُصدق أن يتنامى العمران على أراضي الإمارات ليضم أطول الناطحات على مستوى العالم، أن تتحول أكوام الرمال لتكون واحات من النخيل تُزاحمها واحات الفكر والثقافة، بينما يغمرها النشاط الإقتصادي المتنامي من خلال صندوق النقد العربي، في ظل وجود الثروة النفطية التي بدأت تُعانقها الطاقة المُستدامة. التطور والتكنولوجيا ليسا التوجه الوحيد لهذا الكيان الذي بدأ بسيطاً وسلساً ليكون إتحاداً وثيقاً يضم تحت لوائه العريق وطناً شامخاً في عليائه متماسكاً في لحائه، ثروات بشرية من القيادات التي نفخر بها ونقدم لها الحب والولاء والطاعة، وثروات اخرى حيوانية تتسابق للوصول للمركز الأول في سباقات الهجن والخيل، ومحميات طبيعية تزخر بها البلاد وتزدان والمزيد مما يضُف للقائمة التي يُشار إليها بالبنان من كل حدب وصوب على متسع الكرة الأرضية.
عطب عضو ما قد يُلهب البدن ويُرهقه لكن الكي علاجٌ مارسه أطباء الطب البديل في بلادنا لسنوات طويلة، شُفيت منه الكثير من الأبدان وتعافت من أسقامها حتى كادت أن تنسى مرضها ووهنها، ونحن اليوم في مُنعطفٍ صعب نبلغه في محاولة لتعود لنا القبضة كما كانت بأصابعها الخمس، أختم قولي هذا بحديث نبوي شريف، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {مَثَلُ المُؤمنِينَ فيّ تَوَادِّهمْ وَتَرَاحُمهُمْ وَتَعَاطُفهم مِثلُ الجَسد إِذاَ اِشْتَكَى مِنه عُضوٌ تَدَاعى لهُ سائرُ الجَسَدِ بالسَهَّرِ وَالحُمَّى} .
كل عام ونحن جسد أكثر تلاحماً وصدقاً وأكثر إنسجاماً وتعاوناً وأكثر مودةً وقوة.. عيدكم مبارك.
كل عام و انت بخير.. حبكه رائعه و تعابير أروع.. اللهم أدم الأمن و الأمان على بلادنا الحبيبه و بلاد المسلمين