في وسط الفلك ندور نبحث عن مخرج من كل تلك الصراعات النفسية الشديدة التي نسقط توالياً في هواتها العميقة سقوطاً عميقاً لا يتوانى إلا في التوالي والتكرار. صراعات سياسية وضغوطات مادية وإنهيارات إجتماعية جميعها عناصر سلبية قاتلة تسحبنا إلى حيث لا ينبغي لنا أن نكون. مشاعر صادقة وحقيقة تولد في رحم ضربات رصاص كل تلك الطلقات القاسية لتخلق من كل منا شبحاً يحلم ليعود لفطرته الإنسانية الرقيقة.
يا سلام! ماهيّ إلا نداء صريح لمن بيده التخفيف من معاناتنا ليمسح على قلوبنا لنخطو نحو السلام الداخلي الذي هرب من ثقب صغير تداعت منه فطرتنا النقية وتسربت إلى عوالم اخرى نجهلها. نتساءل كثيراً عن الإرهاب وأعوانه وتناسينا تماماً أننا خُلقنا لنكون خلفاءاً في هذة الأرض، بداية تغييرنا هي الكلمة الطيبة، التي يليها السلوك الحَسن الذي يجر في أذياله شُجيرات طيبة من الثمرات الشهية. بيئة إيجابية تنبض بالحب والكلم الطيب والمصداقية والسلام. لماذا تتداعى أمامنا الحياة وتهوي بنا الرغبات لأننا ببساطة تركنا لها حرية قيادتنا في وقت أننا نستطيع تغير كل ما يحدث حولنا إن بدأ كل منا بأن يبحث في داخله عن أخطاءها ليحولها من طاقات مُهدرة وهادمة الى طاقات مُنتجة صالحة.
لابد أن نحارب الجشع والخداع بالقناعة والإخلاص. قضايا الفساد وجدت طريقها لتتفشى فتطال الاخلاقيات، السلوك، الأموال، والسياسات. الطائفيات والإنقسامات لم تحمل لنا يوماً رسائل السلم. فلما نستمر فيما نحن فيه!
يا سلام! لأن السلام كل ما نحتاجه.
تهـاني الهـاشمي