ادفع كسلك

 

 

مالذي يدفعنا للإستمرار! دائماً ما تردد هذا السؤال في ذهني وفي أذهان الكثير منكم.. لماذا نستمر في كل الأحوال في وظائفنا وأشغالنا، في علاقاتنا ومشاعرنا، في أفكارنا ومعتقداتنا، في حياتنا ويومياتنا.؟؟!

من جماليات الحياة بأنها دائرة تتكرر في كل مرة بلون وطعم ورائحة ومذاق متجدد ومختلف، فكما تخلع الموضة رداءها في كل موسم وكل عام، تفعل الحياة  ما تفعله الموضة أيضاً حتى تدور الدائرة وتعيد نفسها بطريقة وشكل مختلفين، لكنها في كل الأحوال تدور كالساقية لتمضي بنا الأيام وتمر الأعوام بحلوها ومرها وشقاءها ونعيمها، لكن يحدث أن نُجهد ونتعب لنقف في نقطة ما  متسائلين: لماذا نستمر فيما نحن فيه!

أحد عوامل الركود والرجوع يقبع خلفه شبح اسود صغير يقفز في وجهك في كل مرة تحاول فيها الإنطلاق للتجديد والتغيير، ماذا لو لم تفلح! ماذا لو فشلت!.. والإجابة الحقيقية بأن الفشل ليس عدو بل هو صديق لأنه يأخذك في نهاية المطاف لتتعلم من أخطائك ولتُصحح مسارك لتصل إلى النجاح. السعي الدؤوب والعمل الجاد لابد أن يتوجان صاحبهما بعلامات الفخر والمكانة، فالإنجاز عاملٌ ثمين لا تطاله الأيادي الكسولة والأفواه المشغولة بالحديث عن عثرات الآخرين. الإستمرار في الإنجاز هو علامة نجاح لا يُستهان بها، بل يُشاد بها ويُفخر بها، هو دليل قاطع على الإيمان، فالإيمان هو العقيدة التي نتزود من ذخيرتها، لنحيا ونعيش، ولنفرح ونُحب، ولنحزن وننكسر، ولننجح ونفشل، ولنفوز ونخسر ولننجز أو نُسوّف.

رسخوا عقيدتكم بكم أولاً واجعلوا إيمانكم يَدُلكم إلى وجهاتكم، اعقدوا النوايا واحسنوها، واعملوا بصدقٍ وجد واخلصوا بواطنكم وظواهركم لوجه كريم وستكون دوائر الإستمرار الناجح حليفكم الدائم.

 

كل عام وانتم جميعاً بألف خير.

تهاني الهاشمي

@tahanyalhashemi