…. …. …. …. اقرأ قدرك هذا العيد~

 

 

 

الحياة أشبه بعيادة نفسية كبيرة ، تتعدد فيها الوجوه كما تتعدد فيها الأمراض و النزعات النفسية ، و هكذا نعيش نحن في حوض مملوء بالماء الصافي و أسماك الزينة التي تتلون و تتنوع في طبائعها و ألوانها ، بعضها يميل للنزعات العدوانية و بعضها الآخر هادئ و وديع ، و بعض تلك السمكات كل ما يجيده هو استعراض جمال حراشفها و هي تتلون بسحر آخاذ مع الضوء المنبعث عبر قطرات الماء .

في الآونة الأخيرة ، كان حضور الخذلان في الحب واضحاً و جلياَ من حولي ، فلا يمر الأسبوع الا و قد أتلقى اتصال او رسالة من صديقة او صديق عن وجع قلبي خلفته علاقة عاطفية كلفته مشاعر صادقة و محاولات فاشلة في الاستمرار في عاطفة لم تجد لها متنفس سوى الكفن . الغريب أنهم مع ذلك قد يحاولون دفع ذلك الكفن الى غرفة الاستفاقة في محاولات عديدة لإعادة جثة هامدة للحياة ، فيظهرون بشكل بائس و مجنون بعض الشئ لمن يصادفهم في هذة المرحلة.

الحب أصبح أمر مُسلع و مُعلب نوعاً ما ، يشبه تلك الصفائح الحديدية التي نكبسها بكمية من المواد الغذائية الفقيرة في نكهتها و جودتها . الحب أرقى من أن نربطه بعلاقات جسدية أو مشاعر زمنية موقوته لشغل فراغ ما في مرحلة ما من حياتنا.

لا تأخذكم مشاعركم في جرف لحظة قد تبدو جميلة لتكونوا في وضع مماثل كهذا . فعندما يشوه الحب بشهوة فهذا يشير بأن هذة العلاقة محكورة في جسد و أنها لن ترقى لتكون علاقة عاطفية صحية و مكتملة ، و عندما يرتبط بحاجة نفسية أو مادية فهو كذلك مجرد كمية هواء لنفخ بالون ليطير عالياً في السماء.

لنحب .. لابد أن تُحب أرواحنا أولاً .. و بعد ذلك يأتي كل ما سبق من عواطف و مشاعر و احتياجات و رغبات .

الرجل و المرأة كائنان لا يتعارضان اطلاقاً فهما يكملان بعضهما بشغف و اهتمام. لا تفسدوا خرائطكم النفسية بالركض و اللهث وراء مُتع لحظيها تحدها الرغبات الشهوانية و النفسية و المادية، املأوا أرواحكم بما هو خير من ذلك باليقين بأنفسكم و بتعزيز ثقتكم بالله سبحانه و تعالى و بأنكم تستحقون ماهو أفضل من تلك الأمور الدونية . ابحثوا عن ذواتكم في بحر هذة التضاربات بدلاً عن البحث عمن قد يملأكم بما قد تظنون أنكم بحاجته. لا أحد قد يتفهم رغباتكم و مشاعركم و يتحسس بواطنكم كما قد تفعلون أنتم. ابدأوا دائماً بقراءة أقداركم عن طريق فهمكم و استيعابكم لمن تكونون .

شكرا لشهر الطاعات لأنه أضاء قلوبنا بمدد آلهي سماوي عظيم ، و شكراُ لحضور العيد ليتوج فرحتنا بتوديع تلك الأيام المباركة و الليالي القدرية الجليلة .

نسأل المولى العظيم أن لا يطوي هذا الشهر الفضيل إلا و قد ستر عوراتنا و محى عنا سيئاتنا و قبل توبتنا و فرج همومنا و استجاب دعواتنا و أصلح أحوال المسلمين و المسلمات في كل أرجاء الأرض و غفر لموتانا ..

كل عام و أنتم بألف خير و عيدكم تهاني : )

تهـاني الهاشمـي

1 شوال 1433

3 thoughts on “…. …. …. …. اقرأ قدرك هذا العيد~

  1. الشاعر الرحال says:

    الحياة دونما الحب كرجل دونما إمرأة وكرمضان لكن دونما عيد ..!
    وبما أننا في العيد .. فإننا في الحب … أذن نحن أحياء وما أحلى هذا المحيا.

    كلُّ عامٍ أنتِ بخير يا تهاني.
    تقديري الكبير جداً.

  2. Noora says:

    و اليوم الوطني لاماراتنا.. لم ينل تهانيه من كاتبتنا!!
    اود ان اقرأ سلامك للعلم عند خروجك و الولوج؟؟؟
    أن أقرأ دموعك بالفرح و الفخر مترجمة لللجميع
    أود ان اعرف كيف ستصيغ تهاني الهاشمي عشقها للامارات في كلمات!!

اترك رداً على الشاعر الرحال إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *