…………. وَ تَسْتَمِر اْلَحَيَاة

 

blackAndColors

طفلة صغيرة تتقافز فرحاً عند باب الدار و هي تضغط على زر الجرس ، و تنتظر بفارغ الصبر أن يفتحوا لها بلهفة و شوق ، فيما يقف وراءها بقية أفراد عائلتها و هم يحملون معهم أكياس محملة بالهدايا و ربما باقة ورد عظيمة على يد الأخت الكبرى ، فيما يشاركها من هم أصغر منها قفزاتها الصغيرة ، يطول انتظارهم و تذبل أزهارهم و لا يُفتح لهم باب وصل الرحم ذلك أبداً .. أبداً ..

كموجة عاتيه تتصاعد في جزر و مد , كانت أنفاسه . لا شيء يمنحه الشعور بالإرتياح و السكينة غير سماعه لصوتها الذي يداعب أذنيه كصوت الملائكة في حالة ابتهال. يكسر في يديه قلمه الرصاص و يبتعد عن طاولته المائلة بزاوية حادة ، تصيح رسوماته الهندسية أثر تهشم القلم على محياها لكنها لا تشتكي بعده و قسوته لها ، تظل تواسي جراحه و إن انشغل قلبه بحب امرأة اخرى وجد فيها حلمه! قد تهوانا الأشياء أحياناً بنحو أكثر عما تفعل الشخوص.

تركض مسرعة و هي تحمل في طرف يدها خيط بلاستيكي شفاف ينتهي طرفه بطائرة ورقية عظيمة الحجم ، تُطيرها و يطير قلبها سعادةً لجمال ألوانها و هي تحلق عالياً . يسابقها الزمن و تغلبها مرات قوة الرياح ، مازالت فرحتها مرسومة و بهجتها مزروعة في ثغرها المشرق .

في حفل زفاف تكتض الصالة بالمعازيم ، تتمايل النساء تبختراً بجمالهن و أزياءهن الأنيقة ، يتراقصن مع اللحون التي تضرب و تُعزف ، تمر تلك على طاولة يشغل جميع مقاعدها أعمار مختلفة من النساء منهن من تعرف و منهن من تجهل ، لكنها لا تمد يدها إلا لإبنة عمها الثرية ، و تنظر لمن تجاورها بنظرة إزدراء لبساطة مظهرها و تعود أدراجها للطاولة الأولى التي تكون بمواجهة مباشرة مع “كوشة” العروس ، لتجلس على مقعدها الذي بدا لها من أول وهله بأنه ذهبي أو ربما حتى ملكي! …

لأن الحياة تستمر و لا تتوقف هنا أتوقف لتستمروا أنتم ..

الليلة تصادف ليلة النصف من شعبان مما يعني مقاربة دخول الشهر الفضيل ، نسأل الله أن يبلغنا و من نحب رمضان المبارك ، و أن يكتبنا لديه ممن اختارهم عنده من عتقاءه من حر نار جهنم . آمين

 

لــيدي تــي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *